خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب .. ما هما الصلب والترائب ؟
مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ " انتهى.
أضواء البيان (3/194).
واختار ابن القيم رحمه الله أن المراد صلب الرجل وترائبه، قال:
" لا خلاف أن المراد بالصلب صلب الرجل. واختلف في الترائب:
فقيل: المراد به ترائبه أيضا، وهي عظام الصدر، ما بين الترقوة إلى الثندوة.
وقيل: المراد ترائب المرأة.
والأول أظهر:
1- لأنه سبحانه قال: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ) ولم يقل يخرج من الصلب والترائب، فلا بد أن يكون خارجا من بين هذين المختلفين
2- وأيضا فإنه سبحانه أخبر أنه خلقه من نطفة في غير موضع، والنطفة هي ماء كذلك قال أهل اللغة: قال الجوهري: " والنطفة الماء الصافي قل أو كثر
3- وأيضا فإن الذي يوصف بالدفق والنضح إنما هوماء، ولا يقال نضحت المرأة الماء ولا دفقته " انتهى.
"إعلام الموقعين" (1/145-146).
وهو اختيار الشيخ ابن عاشور، وابن سعدي، وابن عثيمين، كما في "لقاء الباب المفتوح" (رقم/45)، وانظر نحوا من ذلك في "اللقاء الشهري" (رقم/45).
ونقل القرطبي عن الحسن البصري رحمه الله أن: " المعنى: يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة " انتهى.
تفسير الطبري (20/4).
واختار هذا القول الإمام ابنُ جُزي، رحمه الله، في تفسيره. انظر: تفسير التسهيل، لابن جزي (785).
ثانيا:
ثم السؤال الثاني هو أن الحقائق العلمية المكتشفة اليوم ، فكيف يصف القرآن خروج الماء الدافق بأنه من بين الصلب والترائب ؟
والجواب: أن هذا من الإعجاز العلمي لهذا الكتاب العظيم، فقد اكتشف الطب الحديث أن هذا المكان – بين الصلب والترائب بعد مرحلة من تخلق الجنين إلى كيس الصفن أسفل البطن.