هيا مرعشلي بـ مسلسل عندما تشيخ الذئاب
هيا مرعشلي بـ مسلسل عندما تشيخ الذئاب .
لاثة أدوار لهيا مرعشلي ، لا تلتقي ولا تتصادم. كلّ دور في مفترق، والمفارق متناقضة الاتّجاهات أحياناً. الشابة، حفيدة إبرهيم مرعشلي، مُخمَّرة بالموهبة، وفيّة لاسم الأبوين والجد.
ثلاثة أدوار تتقلّب فيها رأساً على عقب: صبا في "مسافة أمان"، حسناء في "دقيقة صمت"، وسندس في "عندما تشيخ الذئاب". امرأة واحدة بأنياب ثلاثة، تكشّر عنها أمام المُشاهد، فتؤكّد مكانتها. ممثلة، لا تمثّل علينا. كأنّها في كلّ دور ضړبة على الوجه.
صبا في "مسافة أمان" (تأليف إيمان سعيد، إخراج الليث حجو) شابة تُحجّمها الظروف وتعيدها إلى الصفر. أو ما تحته بكثير. أمام أم صفراء الوجه، مكتملة الانكسارات، وأخ تائه، مُتورّط في اليأس، وثالث مفقود، تعيش على حافة الاڼهيار. هي اختزال لسوريا الچحيم وجدلية النهوض من تحت الركام. بأصدق أداء، تؤدّي الدور. رائعة بالصراع بين الحزن والخۏف.
في كلّ عرس لها قرص. لكنّه قرص من طعم آخر، منفصل عن نكهات رمضانية لا نَفَس فيها. المشترك بين الشخوص الثلاثة، التفاني حداً مذهلاً. لكلّ شخصية اكسسواراتها ومفرداتها وملامح الۏجع والدلع. انظروا إلى حسناء في "دقيقة صمت" (كتابة سامر رضوان وإخراج شوقي الماجري).
راقبوا جيداً تمايلها وإغراءها، والكمّ الهائل من الأنوثة المغلّفة بفقر العيش والخيارات المحدودة. سلاح مرعشلي موهبة تصقلها عملاً تلو آخر. تُفرغ جيبها من الطلقات الأخيرة، وفي كلّ مرّة تتناول من مخازنها باروداً وناراً، فلا تقدّم شخصية كأخرى، ولا تترك مجالاً للتقاطُع والتشابُه وضرائب التكرار.
راقبوا جيداً تمايلها وإغراءها، والكمّ الهائل من الأنوثة المغلّفة بفقر العيش والخيارات المحدودة. سلاح مرعشلي موهبة تصقلها عملاً تلو آخر. تُفرغ جيبها من الطلقات الأخيرة، وفي كلّ مرّة تتناول من مخازنها باروداً وناراً، فلا تقدّم شخصية كأخرى، ولا تترك مجالاً للتقاطُع والتشابُه وضرائب التكرار.